زمان يافن: بليغ حمدي "شلال النغم"

أمل مصر في الموسيقي كما وصفة حليم شلال النغم ولحن الشجن الرائع بليغ حمدي

ينتمى بليغ حمدى لذلك الجيل من الملحنين الذين أثروا الحياة الفنية بحماس ثورى تجديدى، حاول منذ ظهوره حوالى خمسينيات القرن الماضى حقن الموسيقى العربية بالمزيد من الحداثة الموسيقية ، وعصرنة الموسيقى ، حيث صاحب محاولات كثيرة للنهضة فى جميع المجالات ، كما توازىعطاؤه مع التيار الثورى فى الخمسينيات فظهرت أسماء بليغ والطويل والموجى ومنير مراد و يسبقهم محمد فوزى بالطبع وغيرهم من الملحنين الذين جاءوا بفكر موسيقى شكل إضافة حقيقية لسابقيهم من الملحنين الكبار الذين قامت على أكتافهم النهضة الموسيقية المصرية كسيد درويش وزكريا أحمد والقصبجى وعبد الوهاب وغيرهم .. وكانت ألحان هذا الجيل من الشباب تعد بالكثير من التمرد ، مستلهمة من عنصر الزمن مبدا التجدد والعصرية ، ومن السياسة رغبتها فى التغيير وثوريتها فى تلك الفترة وكذلك الانتماء إلى الشعب والتحدث بلغته والنزول من الأبراج العالية إلى صخب الشارع ومحاكاة أطياف الشعب فى تعبيرهم عن أنفسهم ، فاستبدلوا بموسيقى تحتفى بالتطريب إلى حد كبير بموسيقى أخرى تميل إلى التعبير عن الذات الجديدة دون مبالغة لحنية وقلت لديهم الزخارف اللحنية ومالوا أكثرـ كما يرصد بعض أساتذة الموسيقى ـ إلى الجمل الموسيقية القصيرة والرشيقة والألحان الخفيفة بدلا من الطويلة ، حتى تناسب أذواق الطبقة المتوسطة التى كانت تتبوأ مكانتها فى المجتمع ، كذلك اعتمدت هذه الألحان على الحناجر الحساسة بدلا من الحناجر القوية ، تماشيا مع حلول الإمكانات التقنية والتكنولوجية بدلا من عنصر القوة الذى كان يجب توفره فى الأصوات من قبل ، وهو ما استلزم كما يقول النقاد أيضا تغييرا فى طبيعة الألحان نفسها التى بدت تراهن على الحساسية التى تصل أحيانا حد الهمس ، كما استقرالأوركسترا الشرقى الحديث محل التخت الشرقى القديم .. وكان هذا فى ذاته تطورا مهما فى مسيرة المزاج اللحنى وطبيعة الألحان التى بدأت تعلن عن نفسها حوالى عقد الخمسينيات من القرن الماضى .
وكان بليغ حمدى أحد هذا الكوكبة التى صاحبت ظهور صوت عبد الحليم حافظ ، بما شكل نقلة فى الحساسية الموسيقية تكاد تكون حاسمة أو فارقة بين عصرين . وقد تميز هذا الجيل أيضا وعلى رأسه بليغ حمدى بالبحث عن صيغ موسيقية عصرية من جهة ولكنها غير مقطوعة الصلة بالتراث من جهة أخرى وكان لبليغ حمدى دوره الأظهر فى استلهام الفولكلور فى ألحانه وهو ما ميزه عن الكثير من ابناء جيله كما جعل لألحانه مذاقا بليغيا لا يخطئ ومن هذه الأغانى: "أنا كل ما أقول التوبة" والتى صاغ كلماتها عبد الرحمن الأبنودى الذى كان شريكا أصيلا لبليغ فى هذا التوجه مع عدد من المطربين مثل عبد الحليم حافظ ومحمد رشدى وعفاف راضى وشادية ووردة وغيرهم ويمكننا أن نذكر هنا أيضا أن نذكر أغنيات عدوية / بلديات ، ميتى أشوفك / مغرم صبابة ، يا نخلتين فى العلالى ،آه يا اسمرانى اللون، اسمر وطيب يا عنب / زفه البرتقال / الحنه / قولوا لعين الشمس / عطشان ياصبا . إلخ وقد أرجع كثير من المحللين هذا التوجه الموسيقى لبليغ والكثير من أبناء جيله ، إلى الرغبة فى العودة غلى التراث لإعادة اكتشاف الذات واستلهام ماضيها لمواجهة التحديات التى واجهتها مصر عقب هزيمة 67 ، فيما أسموه بالعودة إلى الجذور لإعادة البعث وتأكيد الهوية الوطنية والقومية . .

علامات بليغ الفنية
1-أهم ما غنت( أم كلثوم) من ألحان بليغ

حب إيه